الجمعة، 9 يناير 2015

كيف تكون ماجداً ,هادئاً و رزيناً ؟

كيف تكون ماجداً ,هادئاً و رزيناً ؟




منذ فترة طويلة لم أكتب في المدونة نظراً لانشغالي في إنجاز العديد من الأعمال ولكنني تفرغت مؤقتاً لكي ألتفت لهذه المدونة العزيزة التي أكتب فيها ليس للآخرين فقط ولكن لنفسي لكي أرشدها لتعيش حياة سعيدة . لكي أجمع أفضل الطرق والوسائل الموصلة لأي غاية نبيلة تخطر على بالي. فهذه سياستي في هذه المدونة في الكتابة عن ما يهمني معرفته بعد بحث طويل وتفكير عميق حتى يهديني الله إلى الشكل المناسب الذي أخرجه للناس لكي أستفيد من أرائهم وأفيدهم وقبل ذلك أسعى لتطبيق كل ما ذكرت على نفسي. ومع ذلك فلم أنجز ولا 50% مما تم ذكره في هذه المدونة . وهنا أعترف أنني لا زلت متمسكاً بالتطور المستمر في جميع نواحي الحياة دون كلل أو ملل مهما كان الوضع الحالي رائعاً, لنجعله أكثر روعة بعد توفيق الله وأن كان غير ذلك سنغيره تماماً إلى الأفضل.


القصة

في الساعة الرابعة عصراً من أحد أيام فصل الخريف قبل سنوات عديدة, كنت مع جدي حفظه الله أمام منزله وبالتحديد في مكتب شركة العائلة قال لي جدي:" ما بعد ركدت يا محمد ! " . فكنت أسئله ماذا تقصد بذلك ؟ فلم أجد جواباً شافياً فكان هذا المقال الذي يسعى لجواب كيف ممكن أن تكون حكيماً , رزيناً , هادئاً ؟ وينطبق كذلك على المرأة . فكيف تكون حكيمة , رزينة , هادئة ؟




أين أنا الان؟

أبشركم فقدت من الله علي بالإنسان الذي يطمح أن يراني جدي حفظه الله بعد سنوات من تطبيق هذا المقال. فقد أصبحت أكثر حكمة وركادة ورزانة في التعامل مع أمور الحياة السعيدة.  ولا زال في الطريق بقية. فليس المهم أن تصل. المهم أن تدرك أنك ليت كاملا وتسعى أن تستمر في طريق التطور المستمر.


لماذا عليك أن تهتم أن تكون ماجداً , حكيماً أو رزيناً ؟

حسناً لكي تعيش حياة أكثر سعادة ببساطة . لكي تكون أو تكوني أكثر جاذبية وأناقة واحتراما و وقار. الأسباب السابقة يتم إسقاطها على أربعة وعشرين نقطة مهمة ويجب إدراكها بعناية  .


ما هو تعريف الإنسان الماجد أو الرزين ؟

لا أدري بالتحديد ما تعريف هذا الوصف . ولكن هو نقيض العجلة , التهور , الطيش , عدم النضج , الحياة الغير متوازنة. وأنتظر منك رأيك بهذا المقال لكي نطوره سوية ليظهر بأكثر شكل مفيد للقارئ. ولعلنا سوية حين ننتهي من قراءة ما كتب أدناه وبعد السعي ولو لسنوات لتطبيقه أن نحصل بعد ذلك على تعريف أفضل لهذه النقاط التالي ذكرها :


عليك بتقوى الله

المرء لن يعيش مرتين . فمن يكسب الحكمة مبكراً يستفيد أكثر من حياته في الدين والدنيا. وإن كنت تريد الحكمة .فقد قال أحد السلف : رأس الحكمة مخافة الله . فلعلك تدرك قول الله تعالى : ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) فقد قيل من معاني الحكمة  الإصابة في القول والفعل

تعلّم الحكمة تشرف بها ، فإنّ الحكمة تدلّ على الدين ، وتشرّف العبد على الحر ، وترفع المسكين على الغني ، وتقدّم الصغير على الكبير ، وتجلس المسكين مجالس الملوك ، وتزيد الشريف شرفاً ، والسيّد سؤدداً ، والغني مجداً ، وكيف يظن ابن آدم أن يتهيّأ له أمر دينه ومعيشته بغير حكمة ؟ ولن يهيأ الله عزّ وجلّ أمر الدنيا والآخرة إلاّ بالحكمة ، ومثل الحكمة بغير طاعة مثل الجسد بغير نفس ، ومثل الصعيد بغير ماء ، ولا صلاح للجسد بغير نفس ، ولا للصعيد بغير ماء ، ولا للحكمة بغير طاعة 




أبتعد عن التنظير فقط



الصورة أعلاه تبين أن شجرة التعلم عبارة عن إندماج جذعي التعلم مع التطبيق. لا تقرئ كثيراً وتنظر كثيراً وتنسى أن تطبق ما تعلمته وجرب ذلك على أرض الواقع. لتكون مخضرماً وحكيماً عصرته تجارب الحياة. طبق ما تقول وأبدئ بنفسي حين أقول لكم ذلك. فهناك فجوة بين النظرية والتطبيق في حياة الإنسان. لابد من ردمها بمعول الجد والإجتهاد والمجاهدة في تهذيب النفس وطلب تزكيتها من الله سبحانه.

تخيل معي على سبيل المثال :  مقارنة بين دكتور جامعة لم يعمل في التسويق إطلاقاً يلقي محاضرة ينظر فيها ويشرح من مخيلته للطلاب . ومقارنة بين شخص ليس معه شهادة متخصصة في التسويق ولكن عمل في المبيعات والتسويق وصنع الهوية التجارية ثم ذهب ليلقي نفس المحاضرة ويستشهد بقصص مرت به وحالات عملية رفعت مستوى أدائه وحقق مبيعات بالملايين . من منهم المقنع ؟ القرار لك 
وهذا الأمر ينطبق في أمور الدين وما تعلمته من العلم الشرعي وفي أمور العمل والصحة والتطوير الشخصي بداية من هذا المقال. فلا تقرئه ثم تقول : يا إلهي . أنه مقال جميل . ثم تنساه ولا تطبق منه شئ ولا تنتفع منه . فلا تحقق فائدة من قرائتك



طبق , ثم طبق , ثم طبق.. 




ساعد نفسك

لا تطلب المساعدة في كل شئ. وتولى إصلاح أمرك قدر الإمكان. ولا يعني ذلك أن تعيش وحيداً ولكن أطلب المساعدة من الآخرين حين تكون في أمور صعبة أو جديدة عليك . وكن وسطاً . فأحياناً من الجميل أن تجعل الآخرين يسدون إليك معروفاً لكي يحبوك. فأن تساعدهم على الدوام يشعرون بعدم مكافأة ما تفعل لهم فتنقلب ضدك أحياناً.

ساعد الآخرين

تذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " لأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ شَهْرًا فِي مَسْجِدِي هَذَا ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يَقْضِيَهَا ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ ".
وقد قالت أحد النساء في مدح الرجل المثالي في نظرها: الذي يُكرٍم ولا يُكرَم. ويعين ولا يعان.
وقد قال الشاعر :
الناس بالناس مادام الحياءُ بهمُ – والسعد لاشك تارات وهباتُ
وأفضل الناس ما بين الورى رجلُ – تُقضى على يدهِ للناس حاجاتُ
لا تمنعن يد المعروف عن أحد  - ما دمت مقتدراً فالسعد تارات
واشكر فضائل صنع الله إذا جعلت -  إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم -  وعاش قوم وهم في الناس أموات

كن على طبيعتك
تقول الصورة أعلاه: " كن نفسك, لأن أي شخص آخر تم آخذه بالفعل"

 لا تزخرف شخصيتك فلن يدوم ذلك طويلاً. فالناس تحب الشخص على سجيته دون تكلف فهذا يظهر تفرد شخصيتك . فحينئذ ستظهر كانسان واقعي وليس يتصنع الكمال التي لن يستطيع إدراكه.


لا تهتم بالمظاهر وتنسى الجواهر

       
الملابس , الأناقة , المركب , المسكن , الجوال . لن ترفعك أو تخفضك إلا أمام الناس الذين يمتلكون عقليات سطحية تنخدع بالقشرة. وأنت لا تريد أن تنهي حياتك في مجاراتهم. كن أكثر حكمة . وأختر ما يناسب ذوقك ولا تتكلف فالدنيا دار مرور وليست دار مستقر. أقول ذلك ليس تزهيداً بالحرص على الجمال والأناقة فهذا مما يحبه الله ولكن أحذر من الإسراف والإغراق في متابعة كل جديد حتى تنطبق المقولة القديمة : لا تحرص على أرتداء الثمين دائماً حتى ينتهى بك المطاف أن تكون أرخص مما تلبس. حين تركز على القشور وتنسى تطوير نفسك وتصبح نفسك أرخص عليك من ملابسك التي تعتني بها وتنسى الاعتناء بتهذيب نفسك وتزكيتها.


لا تهتم لما يعتقده الناس عنك

 فلا تعش طبقاً لتوقعاتهم. ستجد من يرفعك للسماء مدحاً ويأخذ عنك صورة وردية جداً. وستجد من يخسف بك الأرض وينظر لك بنظرة سوداوية قاتمة. صارحهم بالحقيقة وأخلع بلطف النظارتين اللاتي منعتهم من الرؤية إليك بتجرد.

عش لرضى خالقك



عن عائشة رضي الله عنها; أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم قال: "من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله; سخط الله عليه وأسخط عليه الناس"

فلا تعش لترضي الناس. ولكن أسعى لرضى رب الناس . وتجد من يعتقد أن الحياة هي مع الناس مهما فعلوا فكن معهم . فأن أحسنوا أحسن وإن أسائوا أساء . وبالتالي لا شخصية ولا هوية ولا قيم ولا مبادئ.

 ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم : " لا تكونوا إمعة تقولون : إن أحسن الناس أحسنا ، وإن ظلموا ظلمنا ، ولكن . وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساءوا فلا تظلموا " . رواه الترمذي

ولكن كن وسطاً و صحح له أننا خلقنا لعبادة الله . لندخل جنته من خلال إتباعنا لدين الله الذي أمرنا أن ندعوه: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ  رضي الله عنه  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  قَالَ :«يَا أَبَا سَعِيدٍ، مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ». فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ، فَقَالَ : أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَفَعَلَ. وفي رواية «ذاق طعم الإيمان» . وحين تقولها كل صباح ستشعر بالسعادة الحقيقية والرضى الحقيقي.




كن صريحاً مع الناس



 ولا تجامل دوماً . الصراحة راحة حين تقولها دوماً بألطف أسلوب ممكن. الناس تحترم الشخص الصريح ولو لم توافقه الرأي . ولكن تتعجب من الشخص الذي يكتم تصرفاته وينفجر فجأة. ما هكذا تورد الأبل.  لا تكن وقحاً كذلك فهناك فرق بسيط بين الصراحة والوقاحة . ويتجلى في الأسلوب فقط .

كن صديقاً لطيفاً ولكن لا تكون ملحاً دوماً

 ساعد الناس وأسعدهم ولكن لا تتحمس كثيراً وتضغط على الآخرين . فلا بد من اتزان من التعامل مع البشر. فلا يحبون الشخص البارد الذي يكون ميتاً في تعاملهم معه. ولا يحبون الشخص الحار الذي يكون ساخناً دوماً في تعاملاته. لذلك كن وسطاً في تعاملك دائماً.

كن منصتاً جيداً

 فلديك أذنين ولسان واحد. إنصاتك للناس سيجعلك أكثر حكمة في التعامل معهم . وفوق ذلك هم يحبون المنصتين كما تحب أنت . فمن يقبل أن يحادث شخصاً متعجرفاً قليل الذوق يقاطعك في كل جملة ويصحح لك كل غلطة ويثبت لك خطأك في معلوماتك ثم يترك محادثتك دون أن تكمل حديثك. ولكن أنظر لقول عطاء ابن أبي رباح : (إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد).
كن مرحاً

 أستخدم المرح والمزاج اللطيف في تعاملك مع الآخرين . فالناس الرائقين جمع كملة (رايق) دائما ما يمزحون بخفة دم مع ابتسامة حيوية على الدوام . طبعاً لا تمزح مع من لا يتقبل المزح ولا تجعل نفسك كبش فداء لتسخر منه ليضحك الآخرون . ولكن ما بين هذا وذا.

تحلى بالأناة



فليس من اللطيف أن تكون دائماً متحمس , بل كن طبيعي في حياتك وعادي في تعاملاتك. كذلك لا تكون مستعجلاً دوماً. فهذه للأسف جزء من شخصيتي والذي يضايق أهلي رغم أني أقنعهم أنها راح تتغير مع الوقت. خصوصاً لما تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ " ولذلك لا زلت أحاول أكون أكثر أناة وهدوئاً.  فهل لديك أي اقتراح ؟

خذ نفس عميقاً


 دائما أحرص على أن تتنفس بعمق. فكلما أمتلئ صدرك بالأكسجين النقي كلما أنشرح وزادت سكينتك وعشت حياة سعيدة. التنفس عملية لا بد منها. فلذلك حاول تتقنها. لكي تعيش حياة سعيدة.

لا تمارس سلوكيات خاطئة لتجذب الانتباه





أو بالمعنى العامي :"لا تسوي نفسك زاحف, وأترك عنك الهياط" .  
فحين ترى من يقود الدراجات النارية يحرص البعض منهم على إحداث صوت عالي من دراجته ليجذب الانتباه , وأيضاً من ترفع صوتها في السوق أو تمارس تصرفات قليلة حياء و أدب فقط لجذب الإنتباه. و كذلك من أدمن التفحيط والإستعراض بالسيارة تجد لديه الإحتياج القاسي لكي يجذب الإنتباه كما الأطفال يحاولون أن يستعرضوا أو يقولوا كلمات غير لائقة لكي يعطى وجه.كما قال المثل الصيني : " البراميل الفارغة هي التي تصدر صوتاً فقط" . وبالمعنى المقابل الإنسان الملئ أو العميقة أغواره فلا يحرص على رأي كل من هب ودب عنه. أمتلك هدف نبيل وأسعى في تحقيقه وأترك للناس أرائهم التي لا تسمن ولا تغني من جوع. فالإنسان الجذاب حقاً من لا يحرص على الشهرة أو خطف الأضواء فتجده منعزل عن مشاغبات الأطفال ولكن يبهرك حين تتعامل معه بشخصيته وأسلوبه وصفاته التي تتعجب منها كل يوم.

أبتسم


 دائماً أحرص على أن تبتسم لتكسب أجر كل من يرى إبتسامتك ولكي تعيش حياة سعيدة .فالإبتسامة كما قيل هي أرخص طريقة لتغيير مظهرك وقال آخر : " الحياة كالمرآة ، نحصل على أفضل النتائج عندما نبتسم لها".
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه مسلم

وقال – صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان 


كن لائقاً بدنياً



 وأعني بذلك أن يكون وزنك معتدلاً . وأن مال للنحافة فلا بأس ولكن حاول دوماً أن لا يميل إلى السمنة. الرجل أو المرأة اللذان يحافظان على مستوى صحتهم سيعيشون حياة أكثر سعادة من غيره ويشعروا بالرضا الداخلي عن أنفسهم وفوق ذلك سيجدوا أي مقاس يطلبونه. ولا ننسى أن اللياقة البدنية لا تعتمد فقط على الوزن بل على المشي والتمارين اليومية البسيطة التي لا تستغرق أكثر من عشر دقائق كفيلة بأن تعيش حياة رياضية مفعمة بالحيوية والنشاط. أن لا تتحرك كثيراً يعني أن تعود نفسك على الكسل والخمول. ومن يسعد بجوار إنسان خامل ويحبط من حوله .

المظهر اللائق



الملبس الأنيق يعتبر كذلك من مظاهر الحكمة والوقار فلا بد من اللبس الأنيق الذي يعكس هويتك التي تتفرد بها. ولذلك لكل شخص منا طابع خاص. حتى للرجال الذين يلبسون الثياب دائماً فلهم فريدين في لبسهم ولو لم يلاحظوا. أنا شخصياً ألبس الأبيض دائماً . فلا ألبس الشماغ إطلاقاً بل الغترة البيضاء. وأحب الأبيض في جميع أنواع الملابس. وهذه سنة عن الرسول صلى الله وسلم أنه كان يلبس البياض. ولا تعني أن لبس الألوان الأخرى يعتبر شئ غير مرغوب بالعكس. لكل شخص نوعه الفريد الذي يتميز به. فمن الناس من يجمله اللون الأسود أو الأزرق أو البني أو أي لون كان. المهم يظهر بمظهر أنيق من خلاله. كذلك من الجيد أن تتميز بعطر معين . تستخدمه دائماً في أول لقاء مع الآخرين. ولكن من المطلوب التنوع بين الحين والآخر. شخصياً أفضل العود والبخور الفاخر الذي يسحر الألباب ومن العطور أعجبني عطر Boss Orange  من Hugo  
رائحة البرتقال منه تبعث على السعادة .



الجهل آفة والتجاهل نعمة




 ما الفرق ؟ يا عزيزي الجهل هو ضد العلم بينما التجاهل هو ضد الإنصات لكل جهالة أو كلام لا يقدم ولا يؤخر معك. فلذلك أحرص على أن تتجاهل كل ما لا ينفعك في الدنيا أو الدين. بينما حاول قدر الإمكان أن تتعلم لكي تنفي عن نفسك الجهل في دينك , صحتك , تعاملك , وكل جوانب حياتك العلمية والعملية.
كن واضحاً لدرجة الغموض

 مما يعني أن تكون صريحاً راسخ المبادئ في القيم التي تعيش بها بشكل عام . ولكن في نفس الوقت لا تكن صريحاً في حياتك اليومية وإنجازاتك الحياتية مع كل الناس. فقد قال لي أحد رجال الأعمال لا تظهر أكثر من 40% من قوتك. لا أدري ماذا كان يقصد بالقوة ولكن لا تظهر كل شخصيتك وكل أحداث تاريخك مع الآخرين مهما طال الأمد. ولكن أبقٍ دائماً شئ يكتشفونه كل يوم . فذلك يزيدك جاذبية وغموضاً.
رافق الطيبين
 وأن لم تفعل سترافق عكسهم . ولا داعي للإسهاب في مدى خطورة مرافقة غير ذلك . ولو كان شرهم قليلاً . ما داموا لن يعينوك أو يستعينوا بك على الخير فلا تكثر المكث فقد تصبح منهم.
ألزم ما عليك صحتك


فلا تجامل أحد بقبول قطعة كعك كبيرة و مليئة بالسكر يكفي أن تتذوقها بقطعة صغيرة وتترك الباقي , لا ترغم نفسك على أكل الوجبات السريعة المقلية بالزيت المشبع إذا طلبها الآخرون إذا كان لديك نظام غذائي صارم فأجعلهم يحترمونه وقم بتغييرهم أنت كذلك من خلال نصيحتهم وتثقيفهم.

لا تحاول بشدة
لا تتوقع أن تكون هادئاً أو حكيماً بأسرع وقت ممكن. قدم دائماً القليل من التغير المتواصل خير من أن تضغط على نفسك وتذهب جهودك أدراج الرياح.

وأخيراً
لا تكن مثالياً ولكن كن واقعي في توقعاتك من الآخرين وفي نفس الوقت كن حريصاُ على جعل حياتهم أكثر سعادة. وهذه هي أربعة وعشرين درساً بفضل الله وحده وأريد أن أشاركه معك لكي تطبقه وتجربه وتصحح لي.

وفي النهاية ,


قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم ( اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ, وَلَا تَعْجَزْ)أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ



سأعيد تذكيرك بالنقاط الأربع والعشرين ولكن بما أنها قد كتبت بصيغة المذكر أعلاه فأعيد كتابتها بصيغة المؤنث كالتالي :
عليكي بتقوى الله
أبتعدي عن التنظير فقط
ساعدي نفسك
ساعدي الآخرين
كوني على طبيعتك
لا تهتمي بالمظاهر وتنسى الجواهر
لا تهتمي لما يعتقده الناس عنك
عيشي لرضى خالقك
كوني صريحة مع الناس
كوني صديقة لطيفة ولكن لا تكون ملحة دوماً
كوني منصتة جيداً
كوني مرحة
تحلي بالأناة
خذي نفس عميقاً
لا تمارسي سلوكيات خاطئة لتجذبي الانتباه
أبتسمي
كوني لائقة بدنياً
المظهر الجميل والمحتشم
تذكري أن الجهل آفة والتجاهل نعمة
كوني واضحة لدرجة الغموض
رافقي الطيبات
ألزم ما عليك صحتك
لا تحاولي بشدة ولا تضغطي على نفسك


ما كتب أعلاه إهداء لكل من أحب أن يعيش سعيداً في الدنيا والآخرة.


الأحد، 2 نوفمبر 2014

المرأة الصالحة

المرأة الصالحة 





رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في نكاح ذات الدين فقال : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) .
رواه البخاري ( 5090 ) ومسلم ( 1466 ) .

قال عبد العظيم آبادي – رحمه الله - :
 "أن اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدين مطمحَ نظره في كل شيء ، لا سيما فيما تطول صحبته ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بتحصيل صاحبة الدِّين الذي هو غاية البغية"

( تربت يداك ) يقال : 
ترب الرجل ، أي : افتقر ، كأنه قال : " تلصق بالتراب " ، ولا يُراد به ها هنا الدعاء ‘ بل الحث على الجد ، والتشمير في طلب المأمور به .
" عون المعبود " ( 6 / 31 ) .       

 " ثلاثة أمور تزيد المرأة إجلالاً :الدين   والعلم والخلق الحسن ."
 
"المرأة الفاضلة بصدق.هي من ألتزمت بدين الله علماً وعملاً.ذات الدين والحكمة والأخلاق الكريمة والأداب الرفيعة."
    
       عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : (الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ ).
رواه النسائي ( 3131 ) ، وصححه الألباني في " صحيح النسائي " .

فجمع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث صفات عظيمة في الزوجة الصالحة الخيِّرة ، وهي :

أولها : إذا نظر إليها سرَّته بدِينها ، وبأخلاقها ، وبمعاملتها ، وبمظهرها .
وثانيها : إذا غاب عنها حفظته في عرضها ، وحفظته في ماله .
وثالثها : إذا أمرها أطاعته ، ما لم يأمرها بمعصية . إعانة الزوج على إيمانه ودينه ، تأمره بالطاعات ، وتمنعه من المحرَّمات .

عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : لَمَّا نَزَلَ فِي الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ مَا نَزَلَ قَالُوا : فَأَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ ؟ قَالَ عُمَرُ : فَأَنَا أَعْلَمُ لَكُمْ ذَلِكَ فَأَوْضَعَ عَلَى بَعِيرِهِ فَأَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي أَثَرِهِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَّ الْمَالِ نَتَّخِذُ ؟ فَقَالَ : (لِيَتَّخِذْ أَحَدُكُمْ قَلْبًا شَاكِرًا ، وَلِسَانًا ذَاكِرًا ، وَزَوْجَةً مُؤْمِنَةً تُعِينُ أَحَدَكُمْ عَلَى أَمْرِ الْآخِرَةِ) .

رواه الترمذي ( 3094 ) وحسَّنه ، وفي آخره : ( وَتُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ ) ، وابن ماجه ( 1856 ) – واللفظ له - ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .

قال المباركفوري – رحمه الله - :
( وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه ) أي : على دينه ، بأن تذكره الصلاة ، والصوم ، وغيرهما من العبادات ، وتمنعه من الزنا ، وسائر المحرمات .
" تحفة الأحوذي " ( 8 / 390 ) .  

           أن تكون امرأةً صالحة ، ومن صفات الصالحات : أن تكون مطيعة لربها ، وقائمة بحق زوجها في ماله ، وفي نفسها ، ولو في حال غيبة الزوج .

قال تعالى : ( فَالصَّالِحَاتُ : قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ) النساء/34 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ ) أي : مطيعات لله تعالى .

( حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ ) أي : مطيعات لأزواجهن ، حتى في الغيب تحفظ بعلها بنفسها ، وماله ، وذلك بحفظ الله لهن وتوفيقه لهن ، لا من أنفسهن ، فإن النفس أمارة بالسوء ، ولكن من توكل على الله كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنياه .

" تفسير السعدي " ( ص 177 ) .عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
 ( أَرْبَعٌ مِنَ اَلسعَادَةِ : الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ، وَالْمَسْكَنُ ألوَاسِعُ ، وَاَلجَارََُُّ الصَّالِحُ ، وَالْمَرْكَبُ اَلهَنِيءُ ، وَأَرْبَع مِنَ اَلشًقَاوَةِ : اَلْجَارُ السُّوءُ ، والمرأة اَلسُّوءُ ، وَالْمَسْكَنُ اَلضيقُ ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ ) .

رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 1232 ) ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 282 ) ، و" صحيح الترغيب " ( 1914 ) .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
"المرأة الصالحة تكون في صحبة زوجها الرجل الصالح سنين كثيرة ، وهي متاعه الذي قال فيها رسول الله : ( الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة المؤمنة ، إن نظرت إليها أعجبتك ، وإن أمرتها أطاعتك ، وإن غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك ) .
وهي التي أمر بها النبي في قوله لما سأله المهاجرون أي المال نتخذ فقال : ( لساناً ذاكراً ، وقلباً شاكراً ، أو امرأة صالحةً تعين أحدكم على إيمانه ) رواه الترمذي ، من حديث سالم بن أبي الجعد ، عن ثوبان .
ويكون منها من المودة والرحمة ما امتنَّ الله تعالى بها في كتابه ، فيكون ألم الفراق أشد عليها من الموت أحيانا وأشد من ذهاب المال وأشد من فراق الأوطان ، خصوصا إن كان بأحدهما علاقة من صاحبه ، أو كان بينهما أطفال يضيعون بالفراق ويفسد حالهم .
" مجموع الفتاوى "
( 35 / 299 ) .

السبت، 27 سبتمبر 2014

حكم لبس عباءة الكتف . ابن باز و ابن عثيمين والفوزان




حكم لبس عباءة الكتف . ابن باز و ابن عثيمين والفوزان


 ذهب جمع من أهل العلم المعاصرين إلى عدم جواز لبس عباءة الكتف منهم الشيخ ابن باز وابن عثيمين والفوزان وكذا فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد وغيره

 وعللوا ذلك بأنها تجسم الكتفين ويظهر بها حجم الرأس والرقبة وطولها،
 وأن في لبسها تشبها بالرجل حيث إنها تشبه قميصه وملبسه وأن القول بجواز لبسها قد يفتح بابا للفتنة وتتوسع النساء فيه.

قال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ كما في مجموع فتاواه:

" لا يجوز للمرأة وضع العباءة على الكتفين، لما في ذلك من التشبه بالرجال، 
وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم: أنه لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال." اهـ.

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:


" وأما لبسها العباءة على الكتفين في الأسواق وبين الناس فلا، لأن لبسها العباءة
 على الكتفين في الأسواق يؤدي إلى بيان حجم كتفيها ورقبتها، وهل هي طويلة أو قصيرة ـ أعني الرقبة ـ فيكون في ذلك فتنة،
 ثم من الذي يأمن إذا رخص للنساء في لبس العباءة على الكتف أن تتطور المسألة ثم تبدأ النساء تخرج إلى الأسواق بالمقطاب ـ أي: بالقميص بدون عباءة ـ 
لأن النساء في الغالب إذا فتح لهن الباب الصغير صار باباً كبيراً، وربما قلعن الباب كله ودخلن من غير أبواب، 
لذلك نقول: وضع العباءة على الكتفين في الصلاة لا بأس به ولا يبطل الصلاة، وأما المشي به في الأسواق فلا لأنه يجر إلى فتنة، 
وهو ذريعة إلى توسع النساء في اللباس" اهـ.

وسئل رحمه الله تعالى: عن حكم لبس العباءة المطرزة أو الطرحة المطرزة وطريقته بأن تضع المرأة العباءة على الكتف ثم تلف الطرحة على رأسها ثم تغطي وجهها،
 مع العلم أن هذه الطرحة ظاهرة للعيان ولم تخف تحت العباءة؟ فأجاب بقوله:

" لا شك أن اللباس المذكور من التبرج بالزينة،  وقد قال الله تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وسلم: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ـ 1ـ 
وقال عز وجل: وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ـ2ـ فإذا كان الله عز وجل نهى نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى،
 ونهى نساء المؤمنين أن يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن دل ذلك على أن كل ما يكون من الزينة فإنه لا يجوز إظهاره ولا إبداؤه، 
لأنه من التبرج بالزينة، وليعلم أنه كلما كان لباس المرأة أبعد عن الفتنة فإنه أفضل وأطيب للمرأة وأدعى إلى خشيتها لله سبحانه وتعالى والتعلق به." اهـ.

وسئل الشيخ صالح الفوزان

السؤال : ما حكم لبس عباءة الكتف الفضفاضه من كل النواحي لجسم المرأة وساترة ، هل يجوز لبسها ؟
الجواب :

"لمَّا كانت المرأة مطلوبٌ سترها واستعمال العباءة أو الجلال الساتر ، فإن الأعداء تسلطوا على هذه العباءة ليفسدوها ، فصاروا يعبثون فيها ويحدثون لها أشكالاً تصبح من أنواع التجمل وليست من أنواع الستر ، المقصود من العباءة الستر لجميع البدن من الرأس إلى القدم والعقِب ، هذا المقصود ، وأن لا تكون ضيقه ، تكون فوق الثياب من باب الإحتياط للمرأة ، فهذا هو المقصود من العباءة ، تكون أيضاً ليس فيها زينة ولا تطريز وإنما تكون ساذجة ليس فيها تطريز ولا زينة ولا تلبس على الكتف بل تلبس على الرأس ، هذه هي العباءة المطلوبة "

وقال الشيخ عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داود:

" الشيء الذي على الكتفين فيه تشبه بالرجال، فلا تلبس المرأة اللبس على الكتفين، وإنما يكون لبسها للعباءة على رأسها وليس على كتفيها" اهـ.