السبت، 4 فبراير 2012

الهندسة الصناعية والمهندس الصناعي

مقال في جريدة الجامعة عن تخصصنا الرائع .. الهندسة الصناعية


هذه هي «الهندسة الصناعية »
وهذا هو «المهندس الصناعي »


دائما ما نتطلع ونطمح للأفضل والأمثل،
وتلك “المثالية” هي عنوان المهندس
الصناعي.

المهندس الصناعي هو مهندس قادر
على إيجاد سبل تطوير أي نظام أو منشأة
ويتمتع المهندس الصناعي بنظرة شمولية
واسعة يستطيع من خلالها إيجاد تناغم
وتكامل بين النظم المختلفة في شركته سواء
كانت نظماً بشرية أو مالية أو صناعية أو معلوماتية.

عدو المهندس الصناعي هو ما يعرف ب”الوضع الراهن”، وسلاحه
التخطيط والتحليل الدقيق والنمذجة وللمهندس الصناعي حواس خارقة
في تحديد أماكن الهدر وإصلاحها وتطويرها للأفضل.

فكيف يؤدي المهندس الصناعي عمله؟
يدرس المهندس الصناعي الوضع الراهن دراسة متأنية وتحليلية
قبل تطويرها وهذه العملية تتضمن المجالات/الأدوات التالية:
الإحصاء والاحتمالات : العشوائية جزء لا يتجزأ من عالمنا الواقع.
ولكي يتمكن المهندس الصناعي من الوصول للحل الأمثل لتطبيقه
على الواقع لا بد من جعل العشوائية جزءاً من دراسته وحساباته. كذلك
لا بد له أن يتقن جمع البيانات وتصنيفها وتحليلها ليرى أماكن الخلل
وأسباب المشكلات المختلفة حيث إن البيانات تكشف له الكثير مما قد
يكون مخفياً.

بحوث العمليات : لا غنى لأي مهندس صناعي عن هذه الأداة
العظيمة. فهي الأداة المعنية بإيجاد “الأفضل” عن طريق الحسابات
الرياضية. يقوم المهندس الصناعي ب”نمذجة” الواقع وتمثيله في أسلوب
معادلات رياضية، ثم يقوم بحل هذه المعادلات للوصول لأفضل الحلول
لمختلف المشكلات.

نظم الإنتاج والعمل :تعنى هذه الأداة بدراسة نظم الإنتاج في
المصانع وحساب الطلب على السلعة وعدد العمال والمعدات اللازمة.
كذلك تهتم بإدارة مخزون البضائع وتقليل التكلفة المترتبة عليه. وأيضا
لا بد من تطوير عملية الإنتاج حتى تكون أفضل، وتلبي حاجات الزبائن.

الجودة: لا يهمل المهندس الصناعي الجودة على حساب توفير
الوقت والجهد! بل هي تشكل جزءاً لا يتجزأ من منظومة التطوير الخاصة
به. تهتم بدراسة مشاكل الجودة والقضاء عليها ودراسة صيانة المعدات
والآلات.

المحاكاة : تقوم هذه الأداة على أساس محاكاة نظام واقعي في
شكل برنامج حاسوبي لدراسته واتخاذ قرارات بشأنه ولهذه الأداة
تطبيقات متعددة خاصة في دراسة صفوف الانتظار في البنوك،
والمستشفيات، ... إلخ.

المهندس الصناعي معني باستخدام هذه الأدوات بشكل متكامل
ومتجانس لحل المشكلات واتخاذ القرارات والتطوير. والآن إليكم بعض
الأمثلة لأعمال تحمل بصمة المهندس الصناعي:

• دراسة ومحاكاة صفوف الانتظار )الطوابير( في المطارات والعمل
على تقليل فترة الانتظار فيها وزيادة فعاليتها

• تصميم خط إنتاج/تجميع فعال للسيارات لتقليل التكاليف وتسريع
العملية الصناعية

• جدولة وتخطيط مهمات غرف الجراحة في المستشفيات لزيادة
الإنتاجية

• تحديد الطريق الأمثل أو الأسرع لتوصيل البضائع من المصنع إلى
الزبون توفيراً للوقت والجهد

• تقليل عدد القطع غير الصالحة للبيع وذلك بالتحكم الدقيق في
جودة التصنيع

• تعيين بوابات المغادرة وتوزيعها على الرحلات/الطائرات بشكل
فعال خاصة في المطارات المزدحمة

• تحديد المكان الأمثل لبناء محطة مترو لخدمة أكبر عدد ممكن
من المستفيدين

• تحديد المكان الأمثل لبناء مصنع أو مستودع للشركة وتصميمه
بشكل يضمن سير العمليات الصناعية داخله بسلاسة

• دراسة ومحاكاة الإشارات المرورية في التقاطعات والعمل على
تطويرها لزيادة تدفق المركبات وتقليل الانتظار

• دراسة سلسلة الإمداد التي تتخذها السلعة من المواد الخام إلى
المنتج النهائي على رف البيع

• التأكد من وجود المنتجات على الرف للبيع لخدمة الزبائن بشكل
أفضل وذلك بتحديد الكمية المثلى للطلب من الموزع وغيرها كثير!
وكما تلاحظون، فرغم تعدد التطبيقات إلا أن الهدف المنشود واحد
وهو زيادة الربح وتقليل التكلفة والهدر. ذلكم، أعزائي، هو المهندس
الصناعي!


الأربعاء، 1 فبراير 2012

الرد على قول : النصيحة والإنكار على ولي الأمر بالسر بدعة منكرة.

بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد : 


فهذه أقوال العلماء في الرد على هذا القول الباطل والذي يشابه قول الخوارج والمبتدعة : 


الشيخ محمد بن إبراهيم وسعد العتيق – رحمهم الله رحمة واسعة – قالوا : وأما ما قد يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر، والخروج من الإسلام، فالواجب فيها: مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق ، واتباع ما كان عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس، واعتقاد أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد، وهذا غلط فاحش، وجهل ظاهر، لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين والدنيا، كما يعرف ذلك من نور الله قلبه، وعرف طريقة السلف الصالح وأئمة الدين ا.هـ ـ ( الدرر السنية ط5 " 9 /119 " )

وقال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -: فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان، وأن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس، وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور، فهذا عين المفسدة، وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس. كما أن ملء القلوب على ولاة الأمريحدث الشر والفتنة والفوضى. وكذا ملء القلوب على العلماء يحدث التقليل من شأن العلماء، وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها. فإذا حاول أحد أن يقلل من هيبة العلماء وهيبة ولاة الأمر: ضاع الشرع والأمن. لأن الناس إن تكلم العلماء لم يثقوا بكلامهم، وإن تكلم الأمراء تمردوا على كلامهم فحصل الشر والفساد. فالواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه ذوي السلطان، وأن يضبط الإنسان نفسه وأن يعرف العواقب .وليعلم أن من يثور إنما يخدم أعداء الإسلام، فليست العبرة بالثورة ولا بالانفعال، بل العبرة بالحكمة …ا.هـ ـ ( كتابحقوق الراعي والرعية ) ـ
وقال الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – كلاماً نافعاً - لخص فيه منهج الكتاب والسنة وسلف الأمة في نصيحة السلطان، قال – رحمه الله – ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى، وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع.ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير. وإنكار المنكر يكون من دون ذكر الفاعل، فينكر الزنى، وينكر الخمر وينكر الربا من دون ذكر من فعله، ويكفي إنكار المعاصي والتحذير منها من غير ذكر أن فلاناً يفعلها، لا حاكم ولا غير حاكم. ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان قال بعض الناس لأسامة بن زيد – رضي الله عنه – ألا تنكر على عثمان؟ قال: أأنكر عليه عند الناس؟ لكن أنكرعليه بيني وبينه، ولا أفتح باب شر على الناس. ولما فتحوا الشر في زمن عثمان – رضي الله عنه -، وأنكروا على عثمان جهرة تمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم، حتى حصلت الفتنة بين علي ومعاوية، وقتل عثمان وعلي بأسباب ذلك، وقتل جم كثير من الصحابة وغيرهم بأسباب الإنكار العلني وذكر العيوب علناً، حتى أبغض الناس وليّ أمرهم، وحتى قتلوه. نسأل الله العافية ا.هـ . ـ ( من فتوى للشيخ مطبوعة في آخر رسالة " حقوق الراعي والرعية " لابن عثيمين ص277-28 ) ـ .
   

العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- :
نصيحة ولي أمر المسلمين واجبة لقوله صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة. قلنا، لمن يا رسول الله قال: لله ولكتابه ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). ولكنها تكون سراً بين الناصح وولي الأمر بدليل حديث: من كان عنده نصيحة لولي الأمر فليأخذ بيده ولينصحه سراً. فإن قبل وإلا فقد أدى ما عليه. أو كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم.

وكان أسامة بن زيد ينصح عثمان بن عفان أمير المؤمنين رضي الله عنه سراً ولا يظهر ذلك للناس، هذا هو السنّة في نصيحة ولي الأمر.

أما الإنكار عليه بالمظاهرات أو في الصحف أو في الأشرطة أو في وسائل الإعلام أو في الكتب والمنشورات فكل ذلك خلاف السنّة وهو يفضي إلى مفاسد وفتن وشرور وتحريض على الخروج على ولي الأمر ويفرق بين الراعي والرعية ويحدث البغضاء بين ولي الأمر والرعية، وليس ذلك من هدي الإسلام الذي يحث على جمع الكلمة وطاعة ولي الأمر فهو أمر منكر وليس من النصيحة في شيء وإنما هو من الفضيحة حتى في حق أفراد الناس فكيف بولي الأمر. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

الجمعة، 20 يناير 2012

آبن باز وآبن عثيمين والألباني والفوزان في أهمية التحذير ونقد الباطل ولو أرتبط بذكر أسماء الأشخاص

 بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

س :
بالنسبة للعالم الذي عرف أنه من أهل السنة والجماعة وعرف أنه يتحرى الحق، وأخطأ في أمور، ما يفرق بينه وبين من دائماً يعارض الكتاب والسنة، فيقال الثاني يشهر به وأما الأول يغتفر له ما وقع فيه من أخطاء وتأول فيها؟
ج: لا بد من نقد الباطل على كل حال؛ فإذا كان لا يمكن الوصول إلى رد الباطل إلا بذكر أسمة؛ يذكر أسمه.
قال السائل: لأنه لا يخفى عليكم أنه حتى من مشايخنا الكبار ومن أهل السنة من وقع في مفردات منهجة في أخطاء غاب الدليل عنه.
فقال الشيخ ابن عثمين – مقاطعاً – يرد عليه.
فقال السائل: يرد عليه لكن : التشهير به ؟!
فقال الشيخ ابن عثيمين: في عصرنا إذا كان يتوقف رد باطله على ذكر أسمه؛ لا بد من ذكر أسمه.


الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله سؤلا ما نصه :
فضيلة الشيخ : رجل وقع في بدع متنوعة في كتبه وأقواله ، فهل يشترط لتسمية هذا الرجل أو غيره من الناس مبتدعا أن تقام عليه الحجة؟
الجواب إن كان هذا الرجل موجودا والناس يأخذون منه، وهو داعية فلا بد من ذكر اسمه، وإلا فلا حاجة لذكر اسمه بل نكتفي بذكر القول الذي ضل فيه ونبين أنه ضلال ، وكما قلت قبل قليل : إن التعميم أحسن من التعيين أما إذا سمعت أنه موجود ، وترى الناس يذهبون اليه ويأخذون منه بدعه فهنا نقول : تعيينه متعين. وكذلك لو كان له كتب تشتمل على البدع فالواجب التحذير من بدعه.




يقول الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
(( فالواجب على علماء المسلمين توضيح الحقيقة، ومناقشة كل جماعة، أو جمعية ونصح الجميع؛ بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده، ودعا إليه نبينا صلى الله عليه وسلم ، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله - فإن الواجب التشهير به والتحذير منه ممن عرف الحقيقة ، حتى يتجنب الناس طريقهم وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ويصرفوه عن الطريق المستقيم الذي أمرنا الله باتباعه في قوله جل وعلا : ] وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون[  ومما لا شك فيه أن كثرة الفرق والجماعات في المجتمع الإسلامي مما يحرص عليه الشيطان أولاً وأعداء الإسلام من الإنس ثانياً ، لأن اتفاق كلمة المسلمين ووحدتهم وإدراكهم الخطر الذي يهددهم ويستهدف عقيدتهم يجعلهم ينشطون لمكافحة ذلك والعمل في صف واحد من أجل مصلحة المسلمين ودرء الخطر عن دينهم وبلادهم وإخوانهم وهذا مسلك لا يرضاه الأعداء من الإنس والجن ، فلذا هم يحرصون على تفريق كلمة المسلمين وتشتيت شملهم وبذر أسباب العداوة بينهم ، نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الحق وأن يزيل من مجتمعهم كل فتنة وضلالة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه )) .
"مجموع فتاوى ومقالات متنوعة " (5/202).
 
 
ويقول العلامة محمد بن صالح العثيمين حفظه الله
في كتابه " الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات " ( ص107 ) :
(( لا شك ان الضوابط لهذا الخلاف هي الرجوع إلى ما أرشد الله إليه في قوله تعالى : ] يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً[ ، وفي قوله : ] وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمه إلى الله [ فالواجب على من خرج عن الصواب في العقيدة أو في العمل أي في الأمور العلمية والعملية أن يناقش حتى يتبين له الحق فيرجع إليه أما خطاؤه فيجب علينا أن نبين الخطأ وأن نحذر من الخطأ بقدر الاستطاعة ، ومع ذلك لا نيأس ، فإن الله قد رد أقواماً لهم بدع كبيرة حتى صاروا من أهل السنة ...الخ ).
وقال أيضاً في نفس المصدر ( ص116 ) : ( إذا كان الخلاف في مسائل العقائد فيجب أن تصحح وما كان على خلاف مذهب السلف فإنه يجب إنكاره والتحذير ممن يسلك ما يخالف مذهب السلف في هذا الباب )) اهـ. 

 وقد تم مناصحة سلمان العودة من قبل ولم يلتفت ولم يرد حتى حتى أصدر آبن باز مذكرة بتوقيفه وأوقف ولما خرج من السجن تبنى منهج التيسير مخالفة الأدلة الواضحة وبدأ يحلل ويميع في دين الله على حساب الجمهور. وهو معروف بتقلباته وأقتدائه بالإخوان في طرقهم وتأثره برموزهم.وأخطائه واضحة وتقلباته أكثر خطورة.ومما يستغرب منه سكوت من ينظر له كشيخ عن أخطائه وتقلباته.

سُئِلَ الإمام المجدد العلامة عبد العزيز بن باز  -رحمه الله- ما يلي :
سؤال : متى -حفظكم الله- تكون النصيحة سراً ومتى تكون علناً ؟ .
 
الجواب : يعمل الناصح بما هو الأصلح ، إذا رأى أنها سراً أنفع نَصَحَ سراً ، إذا رأى أنها في العلن أنفع فعل لكن إذا كان الذنب سراً لا تكون النصيحة إلا سراً ، إذا كان يعلم من أخيه ذنباً سراً ينصحه سراً لا يفضحه ، ينصحه بينه وبينه ، أما إذا كان الذنب معلناً يراه الناس مثلاً في المجلس قام واحد بشرب الخمر ينكر عليه أو قام واحد يدعوا إلى شرب الخمر وهو حاضر أو إلى الربا يقول يا أخي لا يجوز هذا ، أما ذنب تعلمه من أخيك تعلم أن أخاك يشرب الخمر أو تعلم أنه يتعاطى الربا تنصحه بينك وبينه سراً تقول يا أخي بلغني كذا .. تنصحه ، أما إذا فعل المنكر علانية في المجلس وأنت تشاهد المنكر أو شاهده الناس تنكر عليه ، إذا سَكتَّ معناه أنك أقرَّيت الباطل ، فإذا كُنَّا في مجلس ظهر فيه شرب الخمر تنكره إن استطعت ، وكذلك ظهر فيه منكر آخر من الغيبة تقول يا إخواني ترى ما تجوز الغيبة أو ما أشبهه من المعاصي الظاهرة ، إذا كان عندك علم تنكرها لأن هذا منكر ظاهر لا تسكت عليه من باب إظهار الحق والدعوة إلية. اهـ
[مجلة ( الإصلاح ، العدد : 241-17 ، بتاريخ 23/6/1993 ميلادي )]
 
سُئِل الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- ما نصّه :
ِسؤال : يتفرَّع عن هذا(1) قول بعضهم أو اشتراط بعضهم بمعنى أصّح أنه في حالة الردود لابد قبل أن يُطبع الرّد إيصال نسخة إلى المردود عليه حتى ينظر فيها ، ويقول إن هذا من منهج السلف ؟.
 
الجواب : هذا ليس شرطـاً ، لكن إن تيسّر وكان يُرجى من هذا الأسلوب التقارب بدون تشهير القضية بين الناس فهذا لا شك أنه أمر جيّد ، أما أولاً أن نجعله شرطاً ، وثانياً أن نجعله شرطاً عاماً فهذا ليس من الحكمة في شيء إطلاقاً ، والناس كما تعلمون جميعاً معادن كمعادن الذهب والفضَّة ، فمن عرفت منه أنه معنا على الخط وعلى المنهج وأنه يتقبّل النصيحة فكتبت إليه دون أن تُشهّر بخطئه على الأقل في وجهة نظرك أنت فهذا جيّد ، لكن هذا ليس شرطاً ، وحتى ولو كان شرطاً ليس أمراً مستطاعاً ، من أين تحصل على عنوانه ؟! ، وعلى مراسلته ؟! ، ثم هل يأتيك الجواب منه أو لا يأتيك ؟! ، هذه أمور ظنية تماماً ... هذا الشرط تحقيقه صعب جداً ولذلك المسألة لا تُأخذ شرطاً .اهـ  
[شريـط ( الموازنة في النقد ! / الوجه الأول ) ، من سلسلة ( الهدى والنور ، رقم 638)].



سُئل الإمام العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله السؤال التالي: بالنسبة لمنهج أهل السنة في نقد أهل البدع وكتبهم؛ هل من الواجب ذكر محاسنهم ومساوئهم، أم فقط مساوئهم ؟
فأجاب رحمه الله:
كلام أهل العلم نقد المساوئ للتحذير، وبيان الأخطاء التي أخطؤوا فيها للتحذير منها، أما الطيب معروف، مقبول الطيب، لكن المقصود التحذير من أخطائهم، الجهمية.. المعتزلة.الرافضة. .. وما أشبه ذلك. فإذا دعت الحاجة إلى بيان ما عندهم من حق؛ يُبين، وإذا سأل السائل: ما عندهم من الحق ؟ ماذا وافقوا فيه أهل السُنة ؟ والمسؤول يعلم ذلك؛ يُبين، لكن المقصود الأعظم والمهم بيان ما عندهم من الباطل؛ ليحذره السائل ولئلا يميل إليهم.
فسأله آخر: فيه أناس يوجبون الموازنة: أنك إذا انتقدت مبتدعاً ببدعته لتحذر الناس منه يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه ؟
فأجاب الشيخ رحمه الله:
لا؛ ما هو بلازم، ما هو بلازم، ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة؛ وجدت المراد التحذير، اقرأ في كتب البخاري " خلق أفعال العباد "، في كتاب الأدب في " الصحيح "، كتاب " السنة " لعبدالله ابن أحمد، كتاب " التوحيد " لابن خزيمة، " رد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع ".. إلى غير ذلك. يوردونه للتحذير من باطلهم، ما هو المقصود تعديد محاسنهم.. المقصود التحذير من باطلهم، ومحاسنهم لا قيمة لها بالنسبة لمن كفر، إذا كانت بدعته تكفِّره؛ بطلت حسناته، وإذا كانت لا تكفره؛ فهو على خطر؛ فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها، اهـ. وكلام الشيخ رحمه الله هذا مسجل من دروس الشيخ رحمه الله التي ألقاها في صيف عام 1413هـ في الطائف.


 وأثبت الآن قاعدة الموازنة.وأنه تم نصحه من قبل ابن باز



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته