بسم الله الرحمن الرحيم
مقال مهم أحببت نقله
أن العديد من الناس مبرمجون على التعاسة
ففي أغنى بلدان العالم وأكثرها أمناً وسلاماً تنتشر التعاسة والبطالة
كالوباء . وليس للسعادة والنجاح مقاييس تنضبط عليها مشاعر الناس وتذوقهم,
فما يكون مصدر سعادة ونجاح لإنسان قد يكون سبب شقاء وفشل إنسان آخر.
وذكرت تقارير لمنظمة الصحة
العالمية أن 2- 5 % من سكان العالم يعانون من حالة شديدة أو متوسطة من
الاكتئاب أي لدينا حوالي 300 مليون من البشر غير سعيد
فالكل يبحث عن السعادة والنجاح ولكن ليس الكل سعيد وناجح فما
السبب في ذلك أو كيف تكتمل هذه المعادلة الصعبة.
فإذا كان توماس أديسون قد فشل
أكثر من 9999 مرة ومع ذلك أستمر نحو ما يؤمن به وتحقق وكذلك الحال مع والت
ديزني الذي أفلس سبع مرات ولكنه استمر إلى أن حقق أحلامه
فالسعادة والنجاح لها أسرار ومفاتيح من عرفها
فقد وفق بأذن الله ومن جهلها فقد خسر, إذن ربما نتفق جميعاً على أن الكثير
يبحث عن السعادة والنجاح ولكن لا يصل لها وهذا بحد ذاته شعور بأن هناك
مشكلة والمشكلة هي جهل البعض بما تتحقق هذه السعادة والنجاح
( 1 ) أبدأ بنفسك وكن مبادراً
قال الله تعالى { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما
بأنفسهم } الرعد(11) . فهنا توجيه رباني واضح وصريح بأن بداية التغيير هو
تغيير الذات والنفس أي أن التغيير بأيدينا, فكن مبادراً وأبدأ بإدارة ذاتك
وردد الكلمات التي تدفعك للنجاح والسعادة وحدد نقاط القوة لديك وتخلص من
عيوبك وحدد أهدافك وثق بنفسك وكن فاعلاً لا مفعول عليه فإذا ما انتظرت حتى
تكون أنت نفسك هدفاً لفعل الآخرين فسوف تكون عرضة لأفعال الآخرين,فيجب أن
نغير طريقتنا في التأثير وتغيير المشاعر المستنبطة .
( 2 ) أبدأ والمنال في ذهنك
أي أبدأ بتصور وتخيل نموذج لما ستكون عليه حياتك كإطار مرجعي
تضبط على محكها كل أمورك وسلوكك , ولتبدأ بتحديد المنال والى أين تتجه فابدأ وكن واثقاً من نفسك وكن شخصاً قادرعلى تحقيق منالك , وقد ثبت عبر العصور كلها إن الأيمان في قدراتنا الذاتية يزيد من الرضا بالحياة بنسبة 30 % ويجعلنا أكثر سعادة ونجاح
( 3 ) أبدأ بالأهم قبل المهم
تركز هذه القاعدة على إدارة الوقت والتفريق بين العاجل والمهم والبدء بالعاجل ثم المهمفيجب أن لا تصنف الأشياء إلى مهم وغير مهم بل إلا مهم وأهم والبدأ بالأهم ثم المهم ويجب
أن ترتكز أمورك المهمة على قواعد ومبادئ ومعايير لكي تستطيع أن تمتلك فن إدارة الوقت وتفرق بين المهم والأهم فتملك السعادة والنجاح.
( 4 ) لا تواجه مشكلاتك منفرداً .
يمكن أن تظهر المشكلات وكأنها غير قابلة للحل , فعندما نكون
وحيدين فان المشكلات تكبر ولكن بتقاسمها يمكن أن نحصل على منظور آخر
للمشكلة وان نجد لها الحلول فاسأل من هم على خبرة ودراية بما تواجه من
مشاكل فالمشكلة كالكعك إذا اقتسمت على اثنين انتهت أسرع من الكعك الذي
يقتسمه شخص واحد فقط .
( 5 ) لا تجعل حياتك متوقفة على عامل واحد
لا نوقف الحكم على هذا الشخص بأنه بغيض أو حبيب فقد يتغير هذا
العامل وكذلك باقي العوامل في هذه الحياة . فالحياة تتألف من عدة أوجه
مختلفة لا تركز كثيراً على جانب واحد من حياتك فلا تستطيع أن تشعر بالسعادة
والنجاح إذا لم يستقر هذا الجانب تحديداً فقد يصبح محور تفكيرك ويميت
استمتاعك بأي شيء آخر وهي أمور يمكن أن تحبها فوسع قاعدة الاستمتاع ولا تضيقها على عامل واحد فيضيق معها الشعور بالسعادة والنجاح
( 6 ) أستمتع بما لديك ولا جدوى من حسد الآخرين
لا جدوى من حسد الآخرين وان تفضيلك لما تملك على ما لا تملك أو
لا تستطيع أن تملك يقود إلى سعادة ونجاح والعكس صحيح تماماً فالقناعة هي الكنز والكنز الذي لا يفنى , فليس الاستمتاع بما لديك فقط هو الذي يجلب لك السعادة والنجاح بل يجب أن يقترن بعدم جدوى النظر فيما يملك الآخرين .
( 7 ) لا تساوم على أخلاقياتك من أجل تحقيق أهدافك
ان الناس الذين يتنازلون عن معتقداتهم لتحقيق أهدافهم يجدون
أنفسهم في نهاية المطاف غير قانعين بإنجازاتهم , فإذا كنت لا تعتقد بأن
لديك مبادئ فان القناعة أمر لا يمكن تحقيقه
( 8 ) الالتزام والمرونة والصبر
يفشل الناس أحياناً ليس بسبب نقص القدرات ولكن بسبب نقص في
الالتزام فإذا لم يكن لديك القدر الكافي من الصبر والالتزام لمواجهة
العقوبات والموانع فانك ستفشل وتستسلمويجب أن يكون مع الالتزام والصبر مرونة لكي تقربك من تحقيق أهدافك واستعداد لتغيير خطتك في كل مره تواجه فيها التحديات فقد تؤذيك أهدافك إن لم تستطيع تحقيقها
( 9 ) الذنب المستمر يسلبك السعادة والنجاح
لا تلق باللائمة على نفسك فهذا النوع من التفكير لا يتسبب لنا
في الانزعاج وحسب بل يعيقنا عن العمل أيضاً وعليك أن تتذكر أنه من
العقلانية أن تعالج النتائج بدلاً من إلقاء الملامة فان السعادة والنجاح لا تعتمد على عدة الأشياء السيئة التي تحدث للفرد بل الأهم من ذلك هو أن لا يعمد الشخص إلى استخلاص نتائج سلبية عندما تحدث أمور سلبية له , فالأفراد الذين يعدون أنفسهم سبباً في الأحداث السلبية يكونوا أقل قناعة في حياتهم بنسبة 43% من أولئك الذين لا يفكرون في الأمور على هذا النحو فيجب أن يكون عندك رغبة وحاجة وأمل لكي تتحقق لك الإرادة التي تخلصك من التفكير السلبي نحو الأمور التي حدثت.
( 10 ) عندما لا تحصل على ما تريد لا يعني أنك غير ناجح .
ليس ما يواجهك من تحد حقيقي في الحياة هو أن تحصل على ما تريد
فقط ولكن الاستمرار في أن تريد ما تحصل عليه , فنجد أن العديد من الناس
حصلوا على ما يريدون ولكنهم لم يستمتعوا به طويلاً ومهما نالوا لا يكفيهم
ويشعرون دائماً أن هناك ما يفتقدونه
(11 ) المال لا يشتري السعادة والنجاح
في دراسة عن الرضا في الحياة نظرت في عشرين عاملاً يمكن أن
يساهم في السعادة كانت النتيجة أن هناك تسعة عشر عاملاً مهماً في السعادة
والعامل الوحيد الذي لم يكن مهماً هو الحالة المادية
( 12 ) المعرفة
قال الله تعالى { اقرأ باسم ربك الذي خلق } العلق هذا أول
توجيه رباني نزل على سيد الخلق بضرورة القراءة والمعرفة لما للمعرفة والعلم
من أهمية فالمعرفة هي قوة وبمقدار المعرفة التي لديك ستكون مبدعاً وستكون
لديك فرص أكثر. لتكون سعيداً وناجحاًً , فبالمعرفة ترتفع درجة ذكاؤك ويتفتح
ذهنك لأفق ومجالات جديدة .فالمعرفة إما معرفة الشيء أو معرفة المصدر للمعلومات عنه فلا تهدر أي فرصة تتاح للتعلم سواء من شخص أو موقف أو أي وسيلة إعلامية أو أي طريقة للتعلم والمعرفة .
كما قال هوجو" من الممكن مقاومة غزو الجيش لكن لا يمكن مقاومة أي فكرة آن وقتها "
( 13 ) لا تفكر وفقاً لمبدأ لو , وفكر بماذا لو ؟؟
ان قضاء وقتك في التفكير فيما يمكن أن يكون قد حصل لو أنك
استطعت أن تغير قراراً بسيطاً في حياتك أمر غير مجدٍ ويدعك غير مسرور .ولا تجعل تفكيرك الحالي يدور حول امكان تغييرك للماضي وإنما أجعل تفكيرك يدور حول تغيير حاضرك والتفكير بمبدأ ماذا لو افعل كذا وكذا هو أسلوب تفكير المبدعين والموهوبين في حل مشاكلهم للوصول إلى الشعور بالسعادة والنجاح .
وفي دراسة على 100 شخص مدة سنتين تبين أن تأثير الأحداث الجيدة والسيئة يتلاشى سريعاً أي أن سعادة الأشخاص لم تكن لتعتمد على الأحداث ولكن على ما استفادوا من هذه الأحداث
( 14 ) أذكر الله والتجأ إليه
قال الله تعالى { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } الرعد(28).فالآية الكريمة تدلنا دلالة واضحة على أن من أراد الاطمئنان والسعادة والنجاح عليه بذكر الله
فدائماً أجعل لسانك رطباً بذكر الله فدائماً وأبداً لا تقطع صلتك بربك فاذكره في السراء يذكرك في الضراء , وهذا هو المفتاح الدائم والشامل لجميع البشرية للنجاح و السعادة
( 15 ) لا تستعجل النتائج
فمن يظن أنه بمجرد تطبيق أي مفتاح من المفاتيح السابقة فانه
سوف يحصد نتائج سريعة ومذهلة فانه يغالط نفسه وسوف يتركها ونسي الجانب
الأهم في هذه المفاتيح وهو الالتزام والصبر لحصد النتائج الحقيقية والدائمة
للسعادة والنجاح
إذن مادام هناك رغبة في السعادة والنجاح فلا بد أن تكون هناك أهداف وفق استراتيجية معينة
وهي :
الخطوة الأولى : عبر عن هدفك .
الخطوة الثانية : حدد الهدف على أسس يمكن قياسها .
الخطوة الثالثة : قم بتحديد فترة زمنية لتحقيق هدفك .
الخطوة الرابعة : أختر هدفاً يمكن تحقيقه .
الخطوة الخامسة : ضع وأعد استراتيجية تؤدي بك إلى الهدف .
الخطوة السادسة : حدد الهدف في إطار خطوات .
الخطوة السابعة : قم بتشكيل المسؤولية تجاه تقدمك نحو هدفك
مقال للدكتور صلاح معمار